تاريخ الإضافة: 2004/09/22
تاريخ الرد: 2011/08/09
السائل: سليمان الحربي
البلد: السعودية-المدينة المنورة


عنوان السؤال: ربيع المدخلي وتارك جنس العمل
نص السؤال: نشر في شبكة سحاب قول أحمد النجمي "وقد جرى اتّصالٌ هاتفيٌّ بيني وبين الشيخ ربيع المدخلي في مساء يوم الثلاثاء 23/4/1426 هـ؛ وقد سألته عن قولك –يا غيثيُّ!-: «إنَّ الشيخَ ربيعاً يقول: (إنَّ تاركَ جنسِ العمل لا يكفرُ)، وهذا إرجاءٌ!»، فقال الشيخ ربيع: «هذا كذبٌ!! لم أقُلْه أبداً. ولكنّي أقول: من قال (أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنَّ محمّداً رسول الله) ولم يعمل بما أوجب الإسلامُ عمله، فإنّه يُعتبر زنديقاً كافراً يُستتابُ، فإن تاب وإلاّ قُتل!"
والسؤال:
ما قولكم – شيخنا - فيما نسبه أحمد النجمي إلى ربيع المدخلي ". ولكنّي أقول: من قال (أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنَّ محمّداً رسول الله) ولم يعمل بما أوجب الإسلامُ عمله، فإنّه يُعتبر زنديقاً كافراً يُستتابُ، فإن تاب وإلاّ قُتل!"
وموافقة النجمي له؟

نص الجواب: الجواب:
الشيخ ربيع له كتابات يقرر فيها أن تارك جنس العمل لا يكفر[العمل كله]، وينكر على من يكفره، وهذا موجود في نصائحه – بزعمه - التي وجهها إلي وهو – أيضاً – موجود في مقاله: ( كلمة حق حول جنس العمل)، وموجود – أيضاً – في المقال المنشور في شبكته سحاب تحت عنوان ( نصيحة للسلفيين حول منزلة العمل من الإيمان)، الذي قرر صاحبه أن الأعمال كمال في الإيمان يصح بدونها، وقد دافع عن هذا المنشور لما رُدَّ عليه دفاع المستميت، والذي يظهر لي أنه بقلمه، وقد ذكرت الأدلة على ذلك في ردي على المنشور الذي أسميته ( تنبيه الألباء..).
وكلام الرجل وأتباعه ومجادلاتهم ومنافحاتهم عن هذه القضية كل ذلك مشهور معلوم لطلبة العلم، ومنها ردودهم على اللجنة الدائمة ومناقشة هذه القضية مبسوطة في كتابي (القول الجلي في كشف إرجاء المدخلي) وسيخرج – قريباً، إن شاء الله –
والرجل أدرك أنه كشف أمره في هذه القضية خصوصاً بعد فتاوى بعض العلماء في هذه المسألة ( منزلة العمل من الإيمان) فأراد أن يخرج من هذا المأزق الذي وقع فيه فوقع في مأزق أعظم منه، فقوله هذا على إطلاقه هو قول الخوارج، فهم الذين يكفرون بترك الواجبات دون تفصيل، أما أهل السنة فإنهم يفصلون، فترك الأعمال الواجبة مختلف حكمه بناء على اختلاف الواجبات، فمن الواجبات ما يخرج تركه من الملة، ومن الواجبات ما لا يخرج تركه من الملة.
فأهل السنة وسط بين الخوارج والمرجئة، فالخوارج يكفرون من ترك واجبات الإسلام ولم يفرقوا بين واجب وواجب، والمرجئة على النقيض منهم، وأهل السنة والجماعة وسط كما بينت، فحكمهم على تارك الواجبات يختلف باختلاف الواجب المتروك، ومن قرأ كتابات هذا الرجل الأخيرة، واطلع على كلامه يدرك أنه مضطرب في قضايا الإيمان سياسي في تقريرها، فهو يريد أن يستر إرجاءه، ولكنه لم يوفق في ذلك كما لم يوفق في سابقه.
ويجب أن يعلم أن الرجل على المذهب الأول، لكن أوقعه في هذا المذهب الردئ: - مذهب الخوارج - السياسة التي لم يتقنها مع مهارته في هذا الباب، فهو أراد أن يظهر بمظهر البريء من الإرجاء، وأنه يقول بمذهب أهل السنة والجماعة، ولجهله بمذهبهم فيها قال بقول الخوارج ظناً منه أنه هو قول أهل السنة، ولذلك تراه يرمي أهل السنة بأنهم خوارج؛ لأنه لا يدرك الفرق بين مذهب أهل السنة والجماعة ومذهبهم في هذه المسائل.
وأقل ما يجب أن يدركه طلاب العلم أن الرجل متخبط في قضايا العقيدة وقضايا العلم، فهل يجوز لطالب علم حريص على معرفة الحق واتباعه أن يسير خلفه حيثما سار يصيب إن أصاب ويخطيء إن أخطأ وهذا حاله؟.
وأغرب من هذا كله أن مفتي الجنوب – بزعمهم – لم يدرك خطأ إمام الجرح والتعديل ربيع السنة الناصح الصادق – زعموا -.
فسألوهما عن صلة الرحم وبر الوالدين والنفقة على الأولاد والزوجة ...الخ هل هي من واجبات الإسلام أم لا؟ وإن كانت من واجبات الإسلام فهل يكفر بتركها؟!!.
فالنجمي فرح بهذا الكلام من ربيع وسارع إلى نشره ليبرئه من مذهبه ولم يدرك أنه أراد أن يبريئه من باطل بباطل أكبر منه.
إن هذا لمن المضحكات المبكيات، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ونعوذ بالله من الفتن.