رسالة إلى صاحب شبكة الأثري-حفظه الله-

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، رب العلمين، والصلاة، والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن استن بسنته واتبع هداه إلى يوم الدين.

وبعده: فمن فالح بن نافع الحربي إلى إخواني الأكارم: صاحب شبكة الأثري أبي علي وإخوانه القائمين على الشبكة وكتابها – حفظهم الله -

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته               وأما بعد :

فقد اطلعت على ما وجهه ربيع المدخلي إلى شبكته المسماة بسحاب بعدم مجاراة شبكة الأثري، وجعله إياي على رأس كتاب الشبكة، وهذا لا يعيبني – لو كان -، ولا يعيبكم أو يعيب شبكتكم؛ ولكن أنتم تعلمون أنه مما يزيفه ويزوره ربيع المدخلي - وهو كثير -،وأنني لست كما يدعي، وإنما ما ينشر في الشبكة هو جهدكم من أجل خدمة منهج أهل السنة والجماعة، وعقيدتكم، والنصح للمسلمين علمائهم وعامتهم، وكم دافعتم عن علماء أهل السنة ضد أهل البدع، ونشرتم قراراتهم في بيان عقيدة أهل السنة، ونصرة منهجهم، وبشكل خاص صد تلكم الهجمة الإرجائية الشريرة الشرسة، والدعوة إليها وإلى التنازل عن الأصول، وذلك لا يقل خطورة على الإسلام وأهله من الإرجاء أو هو بعده في الخطورة، وغير ذلك، مما عانيتم التعرض له في سبيل دينكم، ومنطلقكم:

\" هل أنت إلا إصبع دميتي        وفي سبيل الله مالقيتي\".

 من أجل ذلك أوذيتم فصبرتم، وتحملتم الكثير، وكما يقال \"لا يذهب العرف بين الله والناس\".

وقد قيل عنكم بعيدون عن الأثر، والسنة، ولا صلة لكم بها، وقيل عنكم حدادية، تشبهون الرافضة من كذا وجه، وقيل تشبهون اليهود أو طريقتكم طريقة اليهود، وطريقة الماسون، وقيل عنكم مطايا لأهل البدع أو مجرمون مدفوعون من أهل البدع ...الخ تلك الأدبيات الهمجية السمجة المغرضة. 

وها هو ربيع ينهزم، وهو يسحب شبكته وراءه، وكأني به قد تخلى عنهم، وتبرأ منهم، وتحملوا التبعات الثقيلة التي دفعهم إليها، وأغراهم بها وحدهم.

والسبب: هو أنه بجهود أهل السنة السائرين وراء علمائهم، قد رأى نفسه في مواجه مع العلماء، وأنهم قد تنبهوا إلى ما يليصه، ويديره من زمن؛ فولى وهو يولول، لمالم تقف شبكة الأثري عند إرادته، ورغباته، ونزواته الضالة أو تقفل أبوابها وتموت مع من مات بجرد نفخة من نفخاته أو تفلة من تفلاته أو نفثة من نفثاته.

وقد استنفد قواه، ووصل إلى مرحلة: \"أوسعتهم سباً واستاقوا الإبل\"!.

ودعواه أن جميع السلفيين معه، هو ديدنه؛ ليغر الشباب بذلك وإلا فإن جميع أهل الحق ضد من يتخبط في مسائل الإيمان، والاعتقاد وغيرها من الأصول ويحاول جاهداً أن يخرق إجماعات أهل السنة والجماعة.

 و أهل السنة والجماعة ضد من يفعل هذه الأفاعيل ويكيد هذه المكائد لعقيدتهم فضلاً عن العلماء وطلبة العلم منهم وليس مع ربيعٍ إلا مقلد لا يميز بين عقيدة أهل السنة والجماعة، وغيرها أو غالٍ فيه يترك الحق لأجله ولو استبان له.

ومعلوم أن الحق لا علاقة له بالكثرة أو القلة وإنما الحق ما قامت عليه الحجة. والتعلق بالكثرة إنما هو شأن المتحزبين الذين ينظرون إلى الأتباع  ويسلكون المسالك التي يحصلون بها على أكثر عدد منهم ولو كانت مخالفة للكتاب والسنة.

وأنا أنتهز هذه الفرصة لأنصح من اغتر من الشباب بما يطرحه ربيع وما يقرره من مسائل تخالف ما عليه أهل السنة والجماعة أن يعودوا إلى فتاوى علماء أهل السنة وكتبهم وينظروا ما يقرر فيها حيال هذه المسائل.

وإن لم يكونوا أهلاً لذلك ففرضهم أن يسألوا أهل العلم كالمفتي والشيخ الفوزان والشيخ صالح اللحيدان وإخوانهم.

والحقيقة أن هذه القضايا اختبار صعب لربيع وأتباعه يعرفون به مدى حبهم للحق وإيثاره على أقوال الرجال.

فليختبر الشيخ ربيع نفسه بهذه القضايا التي خلط فيها وبين له أهل العلم الصواب فيها بياناً واضحاً لا يخفى على عامي فضلاً عن طالب علم هل يقبل الحق ويذعن له أو أنه يبطره ويرده، وليختبر أتباعه أنفسهم بها – أيضا -.

ويختبروا صدق ربيع في دعواه  حب الحق واتباعه وأخذه إذا ظهر له.

فهو إما أن يعود إلى الحق ويعلن خطأه وبذلك يبرهن على صدقه ومحبته له وينقذ الشباب الذين جنى عليهم وأوقعهم في مخالفة اعتقاد أهل السنة والجماعة وإما أن يمضي فيما هو عليه وبذلك يحكم عليه العقلاء بما يناسبه ويتحمل وزر هؤلاء المساكين الذين لا يميزون بين عقيدة أهل السنة والجماعة وغيرها ويثقون به ويقلدونه فيما يطرحه لما نسج حوله من الهالات الزائفة.

وأما قوله عن كتاب الأثري لا يريدون إنها الفتنة فمماحكة ومغالطة مكشوفة ومعلومة عند جميع العقلاء لأنه هو الذي شب نار الفتنة ولا يزال يسعى فيها ويذكي أوارها وهو الذي يستطيع إنهاءها برجوعه إلى الحق وإذعانه له وإبراء ذمته بإعلانه خطأه في هذه المسائل ليتضح لا تباعه الأمر فإن غالبهم قد قلدوه في ذلك من غير دراسة لهذه المسائل وزادهم لبساً الذين أيدوه فيها من غير نظر ولا تأمل ولسان حالهم يقول:

إذا قالت حذامِ فصدقها            فإن القول ما قالت حذامِ .

فلا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون

 وأنتم - إن شاء الله - سائرون في نصرة الحق، وخدمة الدين، وليس ما تقومون به مرحلياً، فسيروا في طريقكم - وفقكم الله - وراء المرجعية من علمائكم، ملتزمين العلمية، وفقه الشرع، وعلو الأدب الذي عرفتم به، وعلمكم إياه هذا الدين، وتربيتم عليه في منهجكم العظيم.

وقد نفع الله بشبكتكم نفعاً عظيماً، على الرغم مما تعرضتم له من مكائد الخصوم ومؤامرات أهل الضلال، والأفكار المنحرفة؛ لأجل ما بينتموه من فساد أصولهم وانحرافهم في طرحهم، مستضيئين بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم –، مسترشدين بفتاوى علمائكم، علماء أهل السنة والجماعة وسير سلفكم.

رعاكم الله وسد خطاكم ووفقنا لكل خير وإياكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبه: أخوكم فالح بن نافع الحربي في ليلة التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول  لعام ألف وأربعمئة وستة وعشرين من الهجرة النبوية المباركة.

 




بتاريخ: 2005/05/07